تعريف الحب عند المفسّرين-love
تعريف الحب عند المفسّرين
أما اصطلاح المحبّة عند المفسّرين، فقد تقاربت أقوال المفسّرين في تعريف مصطلح المحبّة، فعرّفها الأقدمون بأنّها ميل القلب أو النّفس إلى أمر ملذ، وعرّفها المتأخّرون بالانفعال النّفساني، والانجذاب المخصوص بين المرء وكماله، وهذه بعض النّصوص في تعريفهم للمحبّة على سبيل المثال:
تعريف الحب عند الرّاغب الأصفهاني
أما الرّاغب الأصفهاني رحمه الله، فلم يعرّفها كغيره من الأقدمين بالميل بل عرّفها بالإرادة المخصوصة وبالإيثار إذ قال: "المحبّة: إرادة ما تراه أو تظنّه خيراً" فهي: إرادة مخصوصة وليست مطلقة، لذا قال: "وربّما فسّرت المحبّة بالإرادة في نحو قوله تعالى: (فيه رجال يحبون أن يتطهرو) التوبة، 108، وليس كذلك فإنّ المحبّة أبلغ من الإرادة كما تقدّم آنفاً، فكل محبّة إرادة، وليس كل إرادة محبّة".
ويعني بذلك أنّ الإرادة أعم والمحبة أخص، وعرّف الرّاغب الاستحباب بالإيثار فقال: "وقوله تعالى: (إن استحبوا الكفر على الإيمان) التوبة، 23، أي: إن آثروه عليه، وحقيقة الاستحباب أن يتحرّى الإنسان في الشيء الّذي يحبّه، واقتضى تعديته بـ (على) معنى الإيثار، وعلى هذا قوله تعالى: (وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى)، فصلت، 17).
تعريف الحبّ عند الرّازي
أمّا الرّازي رحمه الله، فقد عرّف المحبّة بالشّهوة والميل والرّغبة إذ قال: "المحبّة في الشّاهد عبارة عن الشّهوة وميل الطبّع ورغبة النّفس".
تعريف الحب عند القاضي عياض
أما عند المحدثين، فقد عرّف القاضي عياض رحمه الله المحبّة في شرح لصحيح الإمام مسلم رحمه الله، قائلاً: "أصل المحبّة الميل لما يوفّق المحب,ونقل في موضع آخر بعض ما قيل في حقيقة المحبّة وتعلّقها بالمحسوسات والمعقولات، من ذلك ما قيل في: "أن حقيقتها الميل إلى ما يوافق الإنسان، إما لاستلذاذه بإدراكه بحواسه الظاهرة، كمحبّة الأشياء الجميلة والمستلذّة والمستحسنة، أو بحاسة العقل، كمحبتّه للفضلاء، وأهل المعروف والعلم، وذوي السير الحسنة، أو لمن ينالهإحسان وإفضال من قبله".
تعريف الحب عند الحافظ القرطبي
أما الحافظ القرطبي رحمه الله، ففي حديثه عن تنزيه الله تعالى عن الاتّصاف بالمحبّة على ظاهر معناها، وبيانه أنها مؤوّلة في حقّه تعالى ذكر السّبب في ذلك وهو أنّ المحبّة المتعارفة هي حقّناً، إنّما هي ميل لما فيه غرض يستكمل به الإنسان ما نقصه، وسكون لما تلتذُّ به النّفس وتكمل بحصوله".
تعريف الحب عند القاضي عبد الجبّار
أما المتكلّمون فقد عرّف المعتزلة المحبّة بالإرادة، فالمحبّة والإرادة والرّضا كلّها من باب واحد، قال القاضي عبد الجبّار رحمه الله: "علم أن المحبّ لو كان له بكونه محبّاً صفة سوى كونه مريداً، لوجب أن يعلمها من نفسه، أو يصل على ذلك بدليل، وفي بطلان ذلك دلالة على أنّ حال المحبّ هو حال المريد، ولذلك متى أراد الشيء أحبّه، ومتى أحبّه أراده، ولو كان أحدهما غير الآخر لامتنع كونه محبّاً لما لا يريد، أو مريداً لما لا يحب على بعض الوجوه. ولا يصحّ أن يقال إن المحبّة غير الإرادة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق